تجمع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والأردن شراكة طويلة تسعى لتعزيز النظام الصحي في المملكة، وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدّمة، وتدريب مقدّمي الرعاية الصحية، وإنشاء مرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء المملكة. وقد أحرز الأردن تقدماً هائلاً في السنوات الأخيرة في خفض حالات وفيات الأمهات والرضّع وتوسيع البنية التحتية الصحّية وتحسينها، ليبرُز كدولة رائدة إقليمياً في مجال الصحة.

إلا أنّه ومع تزايد عدد السكّان إلى جانب تدفّق اللاجئين من جميع أنحاء المنطقة، يحاول الأردن جاهداً ضمان حصول الجميع على رعاية صحّية جيدة. فالمستشفيات تعاني من الاكتظاظ، والدولة تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالقوى العاملة الماهرة في مجال الرعاية الصحية وتوظيفها بالشكل المناسب، ومحدودية الموارد المالية تجعل من الصعب تحقيق التغطية الصحية الشاملة، كما أنّ جائحة "كوفيد-19" زادت الأعباء على كاهل النظام الصحّي المثقل أصلاً. وبالتالي، تواجه المملكة تحدّياً في التوسّع في تقديم خدماتها الصحّية المنهكة لتلبية الطلب المتزايد عليها، مع الاستمرار في تعزيز مرونة تلك الخدمات وجودتها.

تسعى الحكومة الأردنية إلى القيام بإصلاحات لتحسين جودة الخدمات الصحية المتاحة للمواطنين في جميع أنحاء المملكة. ومن جهتها، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مع وزارة الصحة على ترسيخ الاعتماد على الذات ودعم هذه الجهود، في سبيل تعزيز المجتمعات التي تتمتع بالصحة من أجل أردنٍّ مستقرّ اقتصادياً.

محاور التركيز

تحسين جودة الخدمات الصحية والاستفادة منها

تدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) الحكومة الأردنية في تحسين جودة الخدمات الصحية الحكومية وإمكانية الحصول عليها بشكل مستمر، وصولاً إلى الفئات الأشدّ فقراً والأكثر عرضة للخطر. وتعمل الوكالة مع وزارة الصحة لتلبية الاحتياجات التدريبية للعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء المملكة، ودعم البرنامج الوطني للمطاعيم، كما أنها تدعم جهود القطاع الخاص لتحفيز اتباع الممارسات الصحية الجيدة في التغذية وصحة الأم، وتضمن حصول الأفراد على المعرفة والموارد اللازمة لتحقيق نتائج أكثر صحة لأنفسهم ولأسرهم. 

تعزيز الأنظمة الصحّية

يعتمد المستقبل العامر بالصحة للأردن على وجود نظام صحّي قوي ومستدام. لذا تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) على بناء قدرة وزارة الصحة على استخدام الأنظمة بكفاءة لرصد وفيات الأمهات، ومكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، ومتابعة التطور المهني المستمر للعاملين في مجال الرعاية الصحية. كذلك تدعم الوكالة الحكومة الأردنية في زيادة كفاءة الإنفاق على الصحة العامة لضمان الاستدامة المالية للنظام الصحي في المملكة، وتسريع التقدم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة حتى يتمكن الجميع من الوصول إلى الرعاية الصحية ذات الجودة.

توسيع البنية التحتية الصحية

يعاني عدد من المرافق الصحية الرئيسية في الأردن من الاكتظاظ والافتقار إلى التجهيزات الملائمة، مما يهدّد جودة الخدمات الصحية الأساسية المقدّمة. ولمواجهة هذا التحدّي، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مع وزارتي الصحة والأشغال العامة والإسكان على تحديد ومعالجة الاحتياجات الرئيسية على مستوى البنية التحتية.

الإنجازات الجديرة بالذكر

•   بينما يكرّس الأردن الجهود للاستجابة لـجائحة كوفيد-19، تبني الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) على شراكتها مع الحكومة الأردنية لقيادة الدعم المقدّم من المانحين وتنسيق المساعدات المنقذة للأرواح وتحديد أولويات الاستثمارات. إذ تشارك الوكالة في رئاسة مجموعات عمل المانحين لدعم خطة الاستجابة في المملكة وتقدم المشورة إلى اللجنة الوطنية للأوبئة بشأن تحديد أولويات الفحوصات. وقد درّبت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية العاملين من الكوادر الصحية في 35 مستشفى حكومياً على تحديد حالات الإصابة بجائحة "كوفيد-19" وعلاجها واحتوائها، وأطلقت تقييمات الجاهزية لـ "كوفيد-19" في 11 مستشفى، ودعمت شراء 525 مقياس حرارة بالأشعة تحت الحمراء لمساعدة 450 مركزاً من مراكز صحة الأم والطفل على رعاية المرضى بأمان بعد إعادة فتحها.

•   منذ عام 2002، قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بتجديد وتحديث 349 مرفقاً صحياً في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك مستشفى الأميرة رحمة لطبّ الأطفال، والذي يعدّ مستشفى الإحالة الوحيد للأطفال في محافظات الشمال الأربع، حيث يخدم حوالي 60,000 طفل سنوياً. وقد ساهمت أعمال التوسعة والتجديد التي قامت بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في المستشفى في زيادة طاقته الاستيعابية بنسبة 35 بالمائة وتجهيزه بالمعدّات اللازمة لتقديم الخدمات الصحية الأساسية للأطفال من جميع الجنسيات. كذلك، تمّت توسعة قسم الطوارئ في مستشفى البشير في عمّان، والذي يخدم 50,000 مريض شهرياً بما في ذلك بعض الفئات الأكثر عرضةً للخطر في المملكة.

•    يعد الأردن أحد البلدان القليلة ذات الدخل المتوسط التي تتوفر لديها بيانات موثوقة وحديثة حول وفيات الأمهات بفضل النظام الوطني للرصد والاستجابة لوفيات الأمهات الذي تم إطلاقه بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). فمن خلال تسجيل حالات الوفيات بين الأمهات ومسبّباتها، يساعد النظام الأردن على إعداد بيانات عملية تمكّن صانعي القرار من تحديد الأسباب الجذرية لوفيات الأمهات، وتنفيذ التدخلات المستهدفة، ومراقبة مدى فعاليتها.

•   في عام 2019، وقّعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) اتفاقية تمويل مشتركة مع حكومتي الدنمارك والأردن لإنشاء حساب متعدّد المانحين لدعم وزارة الصحة في توفير الخدمات الصحية للاجئين السوريين في الأردن. ومنذ التوقيع، استطاعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضمّ المزيد من الجهات المانحة، مما ساهم في توفير تمويل بقيمة 75 مليون دولار أمريكي إضافةً إلى 60 مليون دولار أمريكي من المساعدات الفنية التكميلية.